ويبدو أنه كان مقدرا له دائما اللعب في بطولة أوروبا، حيث وُلد في اليوم الذي فازت فيه إنجلترا على أسبانيا بركلات الترجيح في يورو 96!
وقد ساعد لاروخا في حصد بطولة اليوروبعد الفوز على إنجلترا 2-1 في نهائي بطولة أمم أوروبا 2024 مساء الأحد، لذا فهي صدفة رائعة بالنسبة للاعب كرة قدم مميز.
وقد تغلب على فرنسا 2-1 مساء الثلاثاء ليحجز مكانا في المباراة النهائية.
ولد رودريجو في مدريد في 22 يونيو 1996، وأصبح أحد أكثر المواهب المميزة في كرة القدم.
منذ سن مبكر، كان واضحا جدا بشأن دوره وأسلوب لعبه، بغض النظر عن مستواه العمري، حيث أجرى مناقشات تكتيكية متعمقة مع المدربين والشخصيات المؤثرة.
يتذكر فران ألكوي، مدرب أتليتي تحت 12 عاما، ذات مرة: “هذا ليس أمرا طبيعيا بالنسبة لصبي في مثل عمره، لقد كان حادا جدا من الناحية التكتيكية، كان من اللافت للنظر أنه يمكنك إخباره بشيء ولن تحتاج إلى شرحه مرة أخرى، يمكنك أن ترى أنه يفهم تماما ولم يسبق لي أن قمت بتدريب لاعب مثله“.
في ذلك الوقت، كان رودريجو يشاهد أولئك الذين ألهموه كثيرا في المنتخب الوطني، حيث تعلم واستفاد من أعظم نسخة من منتخب إسبانيا.
يقول رودريجو: “في عام 2008، كنت أشاهد ماركوس سينا وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وسانتي كازورلا“.
وتابع: “ لقد كانوا هم الذين فرضوا أسلوب الفوز على الفريق، والذي تطور وفاز بكأس العالم وبطولة أوروبية أخرى لإسبانيا، لقد شاهدت سيرجيو بوسكيتس عن كثب، لقد وضع هو نموذجا للعب كنت أعلم أنني يجب أن أتبعه.”
وواصل: “عندما كنت طفلا، كنت مهتما بفهم كرة القدم أكثر من الاستمتاع بها، لقد كنت مهتما بكيفية عملها، لقد شاهدت الكثير من المباريات ولقد سئمت عائلتي وإذا كان بإمكاني الحكم على ما يفكر فيه اللاعب وحاولت أن أضيف ذلك إلى طريقة لعبي، أستطيع أن أرى أنه إذا فهمت اللعبة فسوف أحصل على ميزة، خاصة في سن مبكر عندما يكون عدد قليل من اللاعبين لديهم هذا الفهم.”
على الرغم من ذكائه ونضجه الواضحين، كان من المثير للسخرية بعض الشيء أن يتم تسريحه من قبل أكاديمية أتلتيكو مدريد للشباب وهو في السابعة عشرة من عمره بسبب قلة الطول والقوة البدنية التي يُعتقد أنها تضعه في وضع غير جيد لزملائه في الفريق.
اللياقة البدنية للشاب لم تمنع فياريال الذي حصل عليه في عام 2013، وفي غضون 18 شهرا وصل طوله إلى 6 أقدام وبوصتين!
بحلول ذلك الوقت، كان قد مثل بلاده عدة مرات في منتخب صاحب الـ 16 عاما، لكنه كان يتنقل داخل وخارج منتخبات الشباب الإسبانية.
ولكن مع تطوره مع فياريال، تم استدعاؤه لفريق تحت الـ 19 عاما، حيث خاض ثماني مباريات دولية، وتألق إلى جانب لاعبين أمثال داني سيبايوس وماركو أسينسيو حيث توج الإسبان ببطولة أوروبا تحت 19 عاما لعام 2015.
وحصل على المزيد من التقدير مع منتخب إسبانيا تحت 21 عاما في عام 2017، مضيفا ست مباريات دولية أخرى إلى مسيرته.
في الواقع، كان يُلقب بـ “برونو شيكيت” (برونو الصغير) في فياريال بسبب مقارناته مع أسطورة النادي وزميله لاعب خط الوسط الدفاعي برونو سوريانو - بطل طفولته.
جاء ألبرت سيلاديس، المدير الفني السابق لمنتخب إسبانيا تحت الـ 21 عاما، أعطى رودريجو أول مباراة له.
وقال عن الشاب الواعد: “بالنسبة لشخص بهذا الحجم، فهو سريع جدا بكلتا قدميه، مما يجعله قادرا على إخراج الكرة عندما يكون تحت الضغط ويفعل الأشياء الصعبة ببساطة مثل بوسكيتس، لديه هذا الحدس الذي يسمح له بالتمركز بشكل جيد، لمعرفة إلى أين ستتجه الحركة حتى يكون هناك لأخذ الكرة.”
ستستمر مقارنات رودريجو وبوسكيتس طوال مسيرته الوليدة حيث كتبت صحيفة موندو ديبورتيفو من قبل: “الجميع يشيرون إليه كنوع من بوسكيتس، أعجوبة جسدية تبلغ 1.90 لا تسمح للكرة بالهروب، وتوزع بحكمة بالإضافة إلى المساهمة في الكرات الثابتة“.
في مارس 2018، استمر مسار رودريجو التصاعدي حيث شارك لأول مرة مع منتخب لاروخا ضد ألمانيا، ليحل محل تياجو ألكانتارا ربما بإشارة لطيفة إلى دوره المستقبلي في الفريق.
عاد إلى الأتليتي بعقد قدره 25 مليون يورو من فياريال في عام 2018.
لعب تقريبا جميع المباريات لفريق دييجو سيميوني في موسم 2018-2019، حيث شارك في 47 مباراة في المجموع وبحلول ذلك الوقت كان قد اجتذب عددا من المعجبين في كل من إسبانيا وخارجها - مانشستر سيتي على وجه الخصوص، الذين حددوا لاعب خط الوسط المدافع باعتباره لاعبا أساسيا كي يحل محل فرناندينيو.
إذا كان برشلونة، الذي تردد أنه أبدى اهتماما متأخرا، كان لديه نفس الشيء لخليفة مستقبلي لبوسكيتس، فقد تركه بعد فوات الأوان.
في ذلك الوقت، قال تشيكي بيجيريستين، مدير كرة القدم في السيتي: “أثبت رودري أنه لاعب خط وسط شاب موهوب للغاية، ويمتلك كل السمات التي نبحث عنها“.
وأردف: “إنه يعمل بجد دفاعيا، ويجعل نفسه متاحا لاستلام الكرة ويستخدمها بشكل جيد عندما تكون في حوزته، إنه مناسب تماما لفريق بيب جوارديولا، ونحن واثقون من أنه سيحقق النجاح.”
لقد ظهر لأول مرة مع السيتي خارج أرضه أمام وست هام في عام 2020، وتعلم تدريجيا طريقة جوارديولا بالإضافة إلى دراسة فرناندينيو القوي ومهاراته الكبيرة كلاعب خط وسط.
مع 53 مباراة خلال موسمه الأولى مع السيتي في 2020/21، بدا أن رودريجو كان مرشحا للانضمام إلى تشكيلة إسبانيا في بطولة أمم أوروبا 2020، وهو ما كان عليه بالفعل وقد لعب دوره في رحلتهم لمواجهة إيطاليا بقيادة روبرتو مانشيني في ويمبلي في نصف النهائي.
في تلك المباراة، بدأ كبديل، ليحل محل كوكي في الدقيقة 70، لكنه في النهاية لم يتمكن من منع الأزوري من الفوز بالمباراة بركلات الترجيح في طريقهم للفوز على إنجلترا في النهاية والتتويج بطلا لأوروبا.
كان بوسكيتس لا يزال الخيار الأول للاعب خط الوسط لإسبانيا في كأس العالم 2022 مع استخدام رودريجو في قلب الدفاع، وكان المنتخب حينها يمر بمرحلة انتقالية، ويحاول العثور على هويته مرة أخرى، وعندما خرج من المغرب من دور الـ16، قام لويس انتهى عهد إنريكي كمدرب للمنتخب الوطني.
جاء بدلا منه مدرب منتخب إسبانيا السابق للشباب لويس دي لا فوينتي الذي أمضى ما يقرب من عقد من الزمن في تدريب فرق الشباب الإسبانية تحت 19 و21 و23 عاما، واكتسب سمعة طيبة في لعب كرة قدم تعتمد على الاستحواذ.
وكان أحد اللاعبين الذين يعرفهم جيدا بشكل خاص هو رودريجو الذي كان يعرفه منذ أن كان يبلغ من العمر 16 عاما وعمل معه معظم وقته في تدريب منتخب الشباب في إسبانيا.
كان النجاح في دوري الأمم الأوروبية 2022/23 ضد كرواتيا هو التقدم المثالي في بطولة أمم أوروبا 2024، وأصبح رودريجو، نائب قائد إسبانيا الآن الذي لا يمكن استبداله في فريق دي لا فوينتي المثير.
وبعمر 28 عاما فقط، وخاض 55 مباراة دولية حتى الآن، من المقرر أن تستمر مغامرته الدولية لسنوات عديدة قادمة...